نحن مجموعة من الأكاديميين ذوي تخصصات علمية مختلفة جمعهم هدف مشترك هو إبراز الإنجازات العلمية  العربية الإسلامية والتعريف بها وبمكتشفيها من العلماء  العرب والمسلمين، وإعادة توظيفها في المناهج الدراسية وفي  التداول المعرفي، وذلك من أجل إعادة بناء الثقة لأبناء الحضارة العربية الإسلامية  وحثهم على التأسي بأسلافهم  من العلماء العرب والمسلمين  الذين حققوا إنجازاتنا العلمية في شتى الحقول، والذين فرضوا حضورهم العلمي على أوروبا بصورة مطلقة حتى نهاية القرن الخامس عشر، والذي بقي حاضرا جزئياً حتى نهاية القرن التاسع عشر، وأساساً للعلوم المعاصرة.

إن جمعيتنا تهدف إلى تحرير وعينا المستلب واستعادة دورنا الحضاري الريادي من خلال التعريف بمنجزاتنا العلمية المغيبة، وإعادة توظيفها في المناهج الدراسية والدعوة إلى توظيفها في كافة المجالات العلمية والحقول المعرفية.

فجامعتنا لا  تقوم بهذا الدور علماً أن الهدف الرئيسي لفلسفة التعليم فيها هو العناية بالحضارة العربية الإسلامية ونشر فكرها وإنجازاتها وتنمية الشعور بالانتماء لها بتفعيل حضورها في المناهج الدراسية، كمصدر للمعلومات وكمرجعية أساسية ورئيسية في المناهج الدراسية.  فطلاب العمارة، على سبيل المثال، لا يعرفون أن مفاهيم أساسية في التصميم المعماري كالخصوصية والوقاية، ونظريات التخطيط العمراني هي من وضع عمر بن الخطاب. كما أنهم لا يعرفون أن المقياس الإنساني من وضع الحضارة المصرية القديمة نقحه ووظفه إخوان الصفا والطبيب العربي عبد اللطيف البغدادي. كما أنهم لا يعرفون أن واضع أسس رسم المنظور، ونظريات الإدراك الجمعي، وتكوين الصور، هو الحسن ابن الهيثم. كما أنهم لا يعرفون أن منهجيتي الأحكام، والتفكر والتأمل هما إبداع عربي أسلامي، وكذلك نظريات التصميم البيئي التي وضعها الطبيب العربي المسلم أبو زيد البلخي وغير ذلك الكثير.

كما أن طلاب جامعاتنا على اختلاف تخصصاتهم الأكاديمية لا يعرفون إنجازاتنا العلمية في الرياضيات والهندسة والفلك والكيمياء والفيزياء والطب والصيدلة والزراعة والصناعات الغذائية وعلوم النبات والحيوان ...ألخ.   فالوزن النوعي أنجاز علمي عربي، وبداية أفكار صناعة الإنسان الآلي، ومبدأ ذراع حركة القاطرات البخارية، وآلات التصوي،ر وأدوات  الجراحة الأساسية، هي إنجازات علمية وتقانية عربية إسلامية. وكروية الأرض وأساليب الزراعة والفلاحة وتربية الحيوان ساهمت فيها الإنجازات العلمية العربية الإسلامية بشكل مميز، وبالجملة فليس ثمة علمٍ لما يسهم به العرب والمسلمون.

ونحن في الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم معنيون بتقديم هذه الإنجازات العلمية إلى أبناء الحضارة العربية الإسلامية  لتعريفهم بمنجزاتهم العلمية والتقانية في محاولة لإعادة بناء الثقة بالنفس ومتابعة مسيرة أسلافنا العلمية، لاستعادة وعينا المستلب ودورنا الحضاري الريادي. والجمعية تبارك جهود الجمعيات الشقيقة، في الدول العربية والإسلامية، وتكمل مسارها وترحب بكل الجهود الخيرة في هذا المجال.