مشاركة الدكتور بديع العابد، رئيس الجمعية الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم، بالندوة الدولية للمحافظة على الموروت الثقافي الإسلامي، المنعقدة بالقاهرة بتاريخ 31\1\2013م

شارك الدكتور بديع العابد، رئيس الجمعية الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم، بالندوة الدولية للمحافظة على الموروت الثقافي الإسلامي، المنعقدة بالقاهرة بتاريخ 31\1\2013م،  على جانب مؤتمر القمة الإسلامي الثاني عشر، الذي عقد في القاهرة في شباط الماضي. والتي أسفرت عن صدور إعلان القاهرة حول المحافظة على الثرات الثقافي المرفق.

 1

A

إعلان القاهرة حول المحافظة على التراث الثقافي

الصادر فى  (19 ربيع أول 1434هـ الموافق 31  كانون الثانى /يناير 2013م)

بسم الله الرحمن الرحيم

إن عالمنا الإسلامي زاخر بكنوز رائعة من الحصاد المادي للحضارة الإنسانية منها مايعود إلى العصر الإسلامي وأخرى تعود إلى حضارات الأمم السابقة، والحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ومحمود ولا يمنعه الدين بل شجع عليه.

يأتي انعقاد هذه الندوة الدولية في وقت شديد الأهمية، وخاصة بعد المتغيرات السياسية والتحولات الاجتماعية التي تتفاعل فيها الأبعاد المحلية والإقليمية والدولية ولا سيما بعد اندلاع عدة ثورات بالمنطقة العربية. فقد أعقب هذه الثورات أحداث سلبية أضرت كثيراً بالآثار والتراث الحضاري في بعض أقطار العالم الإسلامي، حيث زادت موجات السرقة والنهب للآثار والتراث الحضاري، وتعرضت المواقع الأثرية للاعتداءات كما يحدث في سوريا، ومن قبل ذلك في العراق وأفغانستان، كما تزايد في الآونة الأخيرة العبث الإسرائيلي بالموروثات الأثرية في الأراضي المحتلة، وأعمال التهويد والاستيطان التي تشكل الخطر الأكبر على الهوية التاريخية للقدس الشريف.

كما ظهرت في الآونة الأخيرة آراء شاذة تدعو إلى هدم الآثار على الرغم من أن صحابة رسول الله قد فتحوا هذه الأمصار ولم يتعرضوا لهذه الموجودات كونها عبرة وموعظة حض الاسلام اتباعه على الأخذ بها. 

وإذ يساورنا بالغ القلق تجاه الوضع الخطير جاءت فكرة الدعوة لهذه الندوة فى اجتماع عقد فى نوفمبر الماضى بين معالى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامية أكمل الدين إحسان أغلو ومعالى وزير الدولة لشئون الآثار أ.د محمد أبراهيم و أ.د خالد أرن المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية وتتضمن دعوة علماء العالم الإسلامى والمتخصصين فى الثراث للتباحث حول المخاطر التى يتعرض لها التراث فى عالمنا الإسلامى  وإتخاذ التدابير  لمواجهة ذلك وإصدار إعلان القاهرة القاهرة بهذا الخصوص.

وفى يوم الخميس الموافق 19 ربيع أول 1434هـ /31 يناير (كانون الثانى) 2013 م  عقدت  الندوة بالقاهرة  تحت عنوان (أهمية التراث الثقافى والمحافظة عليه: الرؤية الإسلامية للتراث الحضارى) نظمتها وزارة الدولة لشؤون الآثار في جمهورية مصر العربية, ومنظمة التعاون الإسلامي, ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) باستانبول.

وقد شرف الندوة العديد من علماء العالم الإسلامى ومتخصصيه فى التراث منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ دكتور أكمل الدين إحسان أغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وفضيلة الأستاذ دكتور أحمد الطيب  شيخ الأزهر الشريف و الأستاذ دكتور محمد إبراهيم علي : وزير الدولة لشئون الآثار والأستاذ دكتور طلعت عفيفي  وزير الأوقاف المصرية والأستاذ دكتور محمد سليم العوا  مستشار رئيس جمهورية مصر العربية والأستاذ دكتور خالد أرن مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول والدكتور مهندس بديع العابد:  رئيس الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم، الأردن والأستاذ دكتور محمد الكحلاوى أمين عام اتحاد الآثاريين العرب وأخرون

تناولت أعمال الندوة الأذى والدمار الذي لحق بموجودات التراث الحضاري الإسلامي وما قبله, فى السنوات الأخيرة في مصر وتونس وليبيا وخلال الحرب الجارية في سوريا ومالى، وفي وقتٍ سابقٍ في البوسنة والهرسك، وكوسوفو، وأفغانستان والعراق، والأخطر من ذلك ما يحدث على مدى عقودٍ من قِبل إسرائيل في الأراضي المحتلة.

وبناءً على الدراسات والملاحظات حول وضع التراث فى عالمنا وخارجه ومراعاةً للجهود المبذولة على الصعيدين الوطني والدولي لحمايته أقر المجتمعون فى الندوة إعلان القاهرة والذى بموجبه نلفت انتباه بلدان العالم الإسلامي وقادته وأصحاب القرار فيه، والمنظمات الدولية والإقليمية والمنظمات غير الحكومية، وصناع الرأي، ووسائل الإعلام، وجميع المواطنين الى ما يلي:

التراث هو نتاج تجارب الإنسان ورغباته وأحاسيسه عبر العصور  وتننتقل من السلف إلى الخلف, وهو البصمة المميزة لتلك الحضارات وشخصيتها. ورغم أن التراث هو نتاج  تاريخِ حضارةٍ أمة بعينها فى وقت ما وهو الإطارالمرجعي الرئيسي لمعرفة الشعوب والثقافات إلا انه يظل جزءٌ من تراث البشرية جمعاء .

إن المواقع المبنية والمعالم الأثرية والأعمال الفكرية والفنية بجميع أشكالها وما تضمه من منتجاتٍ مكتوبة وبصرية وأخرى ملموسة وشفوية وسمعية وكذلك القيم الاجتماعية والتقاليد الثقافية هي جميعًا جزءٌ من التراث الثقافي ومعظمها لا يتجدد. والتراث العمراني والمعماري إنما يحتضن جميع هذه الأشكال من المنتجات الثقافية الملموسة وغير الملموسة فهو المركز الذي تُصانُ فيه الحضارة وتُطوَّرُ على نحوٍ مستمرٍ. فالمحافظة لا تقتصر على الاستمرارية المادية للمباني فحسب بل ينبغي أن تضمن أيضًا استمرارية جوانب الثقافة غير المادية بما في ذلك ثقافة المحافظة على التراث.

توصى الندوة بضرورة الالتزام والمحافظة على التراث الثقافي طبقًا للمبادئ والسياسات المقررة في المواثيق والإعلانات الدولية والإسلامية المعمول بها وبخاصة اتفاقية لاهاي لعام 1954م بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح، واتفاقية عام 1970م بشأن التدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، كذلك الميثاق الدولي لحفظ الآثار والمواقع وترميمها والذي يشار إليه عادة باسم”ميثاق البندقية 1964م، وإعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي الأول حول التراث العمراني في البلدان الإسلامية الذي عُقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 23 إلى 28 أيار/مايو 2010م.

تؤكد الندوة أن أماكن العبادة والمواقع والمعالم الأثرية وموجودات التراث الثقافي لا يمكن إيذائها أو مهاجمتها أو استخدامها بأي شكل من الأشكال لتعارضه مع المبادئ الإسلامية. فجميع الدول والسلطات مطالبة بإتخاذ التدابير لوقف أي اعتداء أو تدمير يطال التراث أيًّا كان انتمائه وموقعه.

توصى الندوة بأن يكون المحافظة على التراث الثقافي جزءًا من سياسات التنمية المستدامة والسياسات التربوية. وتدعوا الندوة جميع الدول والسلطات لإتخاذ التدابير اللازمة لوقف أي اعتداء أو تدمير يطال التراث الثقافي أيًّا كان انتمائه وموقعه، فرعاية البلدان والمجتمعات لتراثها الثقافي واعتنائها به واحترامها إياه ووعيها بأهميته دليل أيضًا على حضارتها.

توصى الندوة منظمة التعاون الاسلامى واجهزتها المختصة (ارسيكا) بإصدار ميثاق  للحفاظ على التراث مستندا للمبادئ الاسلامية التى تتضمن رؤية واضحة للحفاظ عليه والسعى لاقراره من خلال المؤسسات الدولية العاملة فى المجال.